حركة الترجمة الروسية

حظيت ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات الأخرى في العصر الحديث بجهود كبيرة ، قام بها أفراد ومؤسسات مختلفة المشارب ، متفاوتة المستويات من جهة العلم ، والأمانة ، والخبرة ، والحذق بلغة العرب واللغة الأخرى المترجَم إليها ، ونتج عن ذلك وقوع بعض تلك الترجمات في ألوان من الخطأ والقصور عن بلوغ المعنى المراد بكلام الله تعالى .
حظيت ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات الأخرى في العصر الحديث بجهود كبيرة ، قام بها أفراد ومؤسسات مختلفة المشارب ، متفاوتة المستويات من جهة العلم ، والأمانة ، والخبرة ، والحذق بلغة العرب واللغة الأخرى المترجَم إليها ، ونتج عن ذلك وقوع بعض تلك الترجمات في ألوان من الخطأ والقصور عن بلوغ المعنى المراد بكلام الله تعالى .
وأسباب الخطأ في هذا الباب كثيرة ، يرجع معظمها إلى الجهل بلغة العرب وطرائق البيان وأساليبه ، والغفلة عن مراعاة سياق الكلام ونظمه ، والجمود على ترجمته ترجمة حرفية لا تؤدي المقصود به ، بل تفضي إلى تحريفه عن صحيح معانيه .
وقد ساهم في شيوع تلك الأخطاء وانتشارها : التقليد ومتابعة المترجمين بعضهم بعضًا ، وتسارع دور النشر في إصدار الترجمات ، سعيًا من بعضها لتحقيق الربح المادي ، وتهاونًا من آخرين بالتزام معايير المنهج العلمي الصارم في صياغة الترجمة ومراجعتها بما يحقق الجودة التي تستحقها مثل هذه الأعمال الجليلة .
وتأتي هذه الدراسة النقدية التاريخية التي بين أيدينا اليوم رصدًا وتقويمًا لحركة الترجمة الروسية لمعاني القرآن الكريم ، قام بها الأستاذ محمد عبد العزيز الدريد ، عضو هيئة التدريس بكلية اللغات والترجمة بجامعة الملك سعود ، المتخصص في اللغة الروسية ، بتكليف من مركز تفسير للدراسات القرآنية ، رغبةً في المشاركة في التعريف بالجهود المبذولة في هذا المجال ، وإيمانًا بأهمية الإسهام في تسديدها ، والتنبيه على مواضع الخلل فيها ، نصحًا للقائمين على ترجمتها ، وإرشادًا للمسؤولين عن نشرها وتوزيعها إلى مناهجها وحسناتها وسيئاتها .